عندما
تنطلق بطولة كأس العالم للأندية غدا الخميس في اليابان لن تتجه الأنظار
كالمعتاد نحو بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية باعتبارهما الأكثر ترشيحا
للصراع على لقب البطولة مثلما كان الحال دائما في البطولات السابقة.
وربما
يحظى مانشستر يونايتد الإنجليزي بطل أوروبا بنصيب الأسد من الترشيحات لكن
الطرف الآخر للمباراة النهائية ربما يكون من خارج أمريكا اللاتينية في ظل
عدم وصول أي من الفرق الأرجنتينية أو البرازيلية للبطولة هذا العام.
وتبدو
فرصة مانشستر يونايتد كبيرة في الوصول للمباراة النهائية في البطولة
الحالية حيث يبدأ مسيرته في البطولة من الدور قبل النهائي بمواجهة فريق
أقل منه في الخبرة والعراقة والتاريخ بينما سيكون الصراع أكثر قوة على
تحديد الطرف الثاني للمباراة النهائية.
ويتصارع ليجا ديبورتيفا دي
كويتو الإكوادوري بطل أمريكا الجنوبية على المقعد الثاني في المباراة
النهائية مع الفائز من المواجهة الصعبة بين الأهلي المصري وباتشوكا
المكسيكي اللذين يلتقيان السبت المقبل في الدور الثاني للبطولة.
والحقيقة
أن فرصة الأهلي وباتشوكا تبدو متكافئة للغاية في الوصول للدور قبل النهائي
كما ستكون المباراة بين الفائز منهما والفريق الإكوادوري متكافئة أيضا أي
أن الصراع على المقعد الثاني في المباراة النهائية يبدو في غاية القوة
والإثارة.
وربما يكون مانشستر يونايتد الإنجليزي هو أكثر الفرق
المشاركة في البطولة من حيث الشهرة والإمكانيات لكن باقي الفرق لا تقل عنه
من حيث الحماس والرغبة في تحقيق اللقب أو على الأقل المنافسة بقوة.
وسيكون
الأهلي المصري بلا شك زعيم الأندية المشاركة في البطولة هذا العام لأنه
الوحيد من بين الفرق السبعة التي وصلت للبطولة الذي يشارك في كأس العالم
للأندية للمرة الثالثة وهو إنجاز رائع للأهلي وكرة القدم المصرية التي
فرضت سيطرتها على الساحة الأفريقية في السنوات القليلة الماضية.
وأحكم
الأهلي قبضته على دوري أبطال أفريقيا في السنوات الأخيرة فأحرز اللقب هذا
العام للمرة السادسة في تاريخه والثالثة في آخر أربع سنوات علما بأنه توج
باللقب أيضا في عام 2001 ليكون الأبرز في القارة الأفريقية.
ومع وصول
الأهلي للبطولة هذا العام، لم يعد طموح الفريق هو المشاركة أو حتى الحصول
على المركز الثالث الذي فاز به في بطولة كأس العالم عام 2006 ولكن الأهلي
يبحث هذه المرة عن الوصول للمباراة النهائية في البطولة والمنافسة على
اللقب بعد الخبرة التي اكتسبها من مشاركتيه السابقتين عامي 2005 و2006 .
ويعود
الأهلي هذه المرة إلى اليابان بتشكيل مشابه للفريق الذي خاض البطولة عام
2006 بقيادة نجومه البارزين محمد أبو تريكة والانجولي فلافيو والمدير
الفني البرتغالي مانويل جوزيه.
وإذا كان الأهلي قد افتقد في هذه
البطولة لوجود مهاجمه الخطير عماد متعب المعار حاليا إلى اتحاد جدة
السعودي وحارس مرماه المخضرم عصام الحضري المنضم إلى سيون السويسري فإنه
يجد العزاء في مشاركة نجم آخر لعب دورا كبيرا في الفوز باللقب الأفريقي
هذا العام والوصول لبطولة كأس العالم وهو محمد بركات الذي منعته الإصابة
من المشاركة مع الفريق في البطولة عام 2006 .
ولا يختلف اثنان على أن
الأهلي يمتلك الخبرة والمقومات اللازمة للوصول إلى المباراة النهائية
وكذلك منافسة الطرف الآخر في هذه المباراة على اللقب.
وتشترك فرق
مانشستر يونايتد ووايتاكيري يونايتد النيوزيلندي بطل اتحاد منطقة
أوقيانوسيا وباتشوكا المكسيكي بطل اتحاد منطقة كونكاكاف (أمريكا الشمالية
والوسطى والكاريبي) في مركز الوصيف من حيث عدد المشاركات حيث شارك كل منهم
في البطولة مرتين سابقتين.
وكانت المرة الأولى التي شارك فيها مانشستر
يونايتد في البطولة عام 2000 عندما استضافتها البرازيل لكنها لم تكن بنفس
الشكل الحالي كما لم يحقق فيها الفريق النجاح المتوقع منه رغم فوزه في عام
1999 بالثلاثية التاريخية (دوري وكأس إنجلترا) ودوري أبطال أوروبا.
ويعود
مانشستر يونايتد للمشاركة في البطولة هذا العام لتكون الأولى له في
البطولة بشكلها الجديد ومن ثم سيبدأ مشواره بداية من الدور قبل النهائي
الذي يلتقي فيه جامبا أوساكا الياباني أو الفائز من المباراة الغد بين
أديليد يونايتد الاسترالي ووايتاكيري يونايتد النيوزيلندي.
وبالتالي
تبدو فرصة مانشستر جيدة للغاية في الوصول للنهائي نظرا للمستوى الجيد الذي
يحظى به الفريق حاليا بقيادة مديره الفني الاسكتلندي سير أليكس فيرجسون
ومعه مجموعة النجوم البارزين مثل واين روني والبرتغالي كريستياتنو رونالدو
الفائز بلقب أفضل لاعب في أوروبا لعام 2008 .
كما شارك باتشوكا في
البطولة العام الماضي لكن مشاركته اقتصرت على مباراة واحدة بعدما خسر في
الافتتاح أمام النجم الساحلي بطل أفريقيا آنذاك بهدف نظيف.
أما فريق
وايتاكيري يونايتد فيشارك للمرة الثانية في البطولة بشكلها الحالي. وكانت
مشاركته الأولى في بطولة العام الماضي محبطة نسبيا وإن ظلت مفيدة للفريق
حيث تمثلت في مباراة واحدة أمام سباهان أصفهان الإيراني بطل قارة آسيا
وخسرها وايتاكيري 1/3 .
ما باقي الفرق المشاركة في البطولة هذا العام فتخطو أولى خطواتها في البطولة الحالية.
ويحمل
ليجا ديبورتيفو على أكتافه عبئا ثقيلا حيث يمثل قارة أمريكا الجنوبية التي
فقد بطلها بوكا جونيورز الارجنتيني اللقب العالمي في العام الماضي لصالح
ميلان الإيطالي وبالتالي ستكون مهمة ليجا ديبورتيفا صعبة للغاية حيث يحتاج
للوصول على الأقل إلى المباراة النهائية.
كما يشارك جامبا أوساكا
الياباني وأديليد الاسترالي من القارة الآسيوية حيث فاز جامبا أوساكا
باللقب الآسيوي بعد التغلب على أديليد في النهائي ولكن مع اعتبار جامبا
أوساكا ممثلا للكرة اليابانية شارك أديليد نيابة عن آسيا.
وإذا كان
الأهلي هو الزعيم على مستوى عدد المشاركات فإن نجومه يبحثون هذه المرة عن
زعامة جديدة بإحراز اللقب ليكون أول ناد من خارج أوروبا وأمريكا اللاتينية
يتوج به.
ولكن أحلام الشياطين الحمر (وهو لقب الفريق) ستصطدم بقوة
مانشستر يونايتد وستصطدم مبكرا بطموحات باتشوكا المكسيكي وليجا ديبورتيفا
الإكوادوري